قدم الأستاذ عبد الفتاح مورو الحلقة الثامنة "من سلسلة " التأصيل الشرعي للديمقراطية وحقوق الإنسان" تحت عنوان "الفساد وأثره المدمّر في المجتمع: دور الإمام والمؤسسة الدينية في مكافحته"، يوم الثلاثاء 16 فيفري 2021، عبر تطبيقة "زووم ويبينار.
واستهل الأستاذ مورو محاضرته بتعريف الفساد، حيث عرّفه بحمل الشئ أو الأمر بشكل يحول دون الانتفاع به واستعماله في ما لم يعدّ له. وهذا الأمر يتناول المعنويات والماديات، فيمكن أن يفسد مزاج شخص أو يفسد عقله أو رأيه وغير ذلك، وبالتالي يصبح صادرا عن أراء مخالفة لما ينبغي أن يكون عليه الأمر. وأضاف بأن الفساد هو ذلك الأمر الذي يدخل على الشئ فيحول دون تحققه على الوجه الصحيح، وفيه اعتداء على حق الله والمخلوقين والنفس.
وأشار الأستاذ مورو من جهة أخرى، إلى ثنائي ذكر في القرآن بغاية التنبيه والتشديد وهما الفساد وفي مقابله الصلاح، واشتق منهما الإفساد والإصلاح، وقد اختزل في ذلك مهمة الأنبياء والمرسلين في مقاومة الفساد والقيام بالإصلاح، وفق تعبيره.
وبين أن الفساد الذي نتحدث عنه في عصرنا الحالي هو سوء استعمال المنصب والسلطة، ومن مظاهره الرشوة، وابتزاز الموظفين، مشيرا إلى أن الفساد يصنفه الناس إلى فساد كبير يقوم به المسؤولين والسياسيين، والفساد الصغير يرتكبه الموظفين، ولكن كلا الفسادين مفسد لحياة الناس.
وأكد أن المسلمين شهدوا الكثير من النصوص القرآنية التي تنبه الناس من الفساد، وكذلك القوانين المتتالية، ولكن يجب تشديد الرقابة والتذكير بالقيم الإسلامية السمحة التي تهدي إلى الصلاح وليس الفساد.