محاضرة: الوسطية في الإسلام وفي الثقافة الدينية التونسية (فيديو)

محاضرة: الوسطية في الإسلام وفي الثقافة الدينية التونسية (فيديو)
mer 17/02/2021 - 11:33
محاضرة: الوسطية في الإسلام وفي الثقافة الدينية التونسية (فيديو)


 

مداد - أمينة قويدر 

 

تمحورت الحلقة الرابعة حول "الوسطية في الإسلام وفي الثقافة الدينية التونسية"،، و بثت يوم الثلاثاء 12 جانفي 2021، عبر تطبيقة "زووم" و الصفحة الرسمية للمركز.

و أوضح الأستاذ عبد الفتاح مورو إن الوسطية في الإسلام مصطلح قرآني من ذلك قوله تعالى في الآية عدد 143 من سورة البقرة: "وَ كَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ .."، و في هذا تعريف للأمة التي التزمت بالدين وانطبعت بأحكامه.

و فسر الوسطية بوسط الشئ، وهو المكان الذي تستوي الأبعاد من حوله، والوسطية المقصودة في الإسلام و في ما ذكره العلماء هي الخيرية والعدالة، " كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ" ( آل عمران 110).وبالتالي الوسطية هي تلك الصفات التي تجعل أفراد هذه الأمة يتسمون بالخيرية والعدل، وهي مجموع الأحكام والتوجهات والروح التي جاء بها الإسلام والتي أراد أن يحققها في نفوس المنتسبين إليه بموجب التزامهم بالدين.

و أوضح من جهة أخرى أن الوسطية لا تعني انتفاء الحلال و الحرام بل تعني الالتزام بموجب الإسلام، و هي لا تعني التحرر من الدين بل تعني شكل من أشكال النظر إلى الدين لفهم المرامي فيه و المقاصد منه، وهي قائمة على اليسر، و رفع المشقة و الحرج، التيسير، و التبشير، و جعل كل الالتزامات القائمة في الدين غير قائمة على التعبد فقط بل تحقيق المصالح، و بالتالي الدين الإسلامي قائم على تحقيق المعروف و استبعاد المنكر.

و بين أن الإسلام ديني وسطي لكونه اعتنى بصنع الإرادة الإنسانية و تكوينها، و الأحكام الواردة في الإسلام ليست مقصودة لذاتها فقط وإنما لما تحققه بعد الالتزام بها، و المراد من كل هذا هو تحرير إرادة الإنسان أي جعله قادرا على أن يحقق لنفسه ما يريده في نطاق الالتزام الجماعي الذي يعيشه، و في نطاق التزامه الذاتي بكونه يعيش لتحقيق مصلحة و منفعة.

أما بخصوص القول أن الثقافة الدينية وسطية في تونس، أوضح الأستاذ أن المجتمع التونسي في منطلقه لم يذعن للإسلام عن طريق السيف بل بالمعرفة و العلم، فترتب عن ذلك تيار علمي بدأ بإقامة جامع الزيتونة سنة 141 هـ، ثم الحركة العلمية التي قامت في القيروان و جمعت علماء من توجهات مختلفة، فنشأ الرأي و الرأي المخالف في المجتمع واستوعب الناس فيه معنى الخلاف، و هو الذي استقر فيه المذهب المالكي بشكل خاص الذي تميز بكونه مذهبا قائما على التعليل.

وانتهى إلى أن " مفهوم الوسطية الذي نفتش عنه هو القدرة على تحقيق مصالحنا التي تجعل منا مجتمعا متوازنا، و الله أراد أن يحقق من خلال الإسلام إنسانا متوازنا عقلا و قلبا و روحا و مشاعر ومصالح ومجتمع و تربية و ثقافة، قائلا: " أليست السعادة هي التوازن في كل الجوانب المختلفة في الإنسان ؟".