د.أحمد الأبيض: للإمام دور أساسي في محاربة الجريمة عبر إبراز القيم الإسلامية السمحة(فيديو)

د.أحمد الأبيض: للإمام دور أساسي في محاربة الجريمة عبر إبراز القيم الإسلامية السمحة(فيديو)
mar 08/12/2020 - 11:50
د.أحمد الأبيض: للإمام دور أساسي في محاربة الجريمة عبر إبراز القيم الإسلامية السمحة(فيديو)

 

مداد – أمينة قويدر

 

عقد مركز دراسة الإسلام و الديمقراطية، يوم الخميس 26 نوفمبر 2020، محاضرة "عن بعد"، حول "دور الإمام و المؤسسة الدينيّة في مواجهة الجريمة في تونس". وقدّم هذه المحاضرة الطبيب والباحث في المسائل النفسية و الاجتماعية و الإمام أحمد الأبيض ، عبر تطبيقة "زوم ويبينار"، و بثت مباشرة على الصفحة الرسمية للمركز.

و تعرّض الدكتور في محاضرته إلى الأسباب المحيطة بوقوع الجريمة في تونس أهمها المخدرات و تراجع دور الأسرة والمؤسسة التربوية و تراجع سلطة القانون و نجاعة الدور الديني، مفسرا كيفيّة مساهمة الإمام و المسجد بصفة عامة في التخفيف من انتشار الجريمة.

 

إبراز قيم الإسلام في الخطب الدينية

 

أكد الدكتور أحمد الأبيض على الدور الكبير للإمام في مواجهة الجريمة في تونس من حيث إبراز القيم السمحة التي من شأنها أن تشكل رادعا للناس ضد هذه الظاهرة.

كما أكد الدكتور على أهمية دور الإمام في مناقشة قضايا الشأن العام و مشاغل المجتمع اليومية، موضحا أن الناس ينتظرون أن يجدوا أنفسهم وحاجياتهم النفسية و الاجتماعية في ما يلقيه من خطب ليأخذوا عنه ويسلكوا على منواله.

وأضاف أنه يجب على الإمام مخاطبة وجدان الإنسان والتركيز على معالجة همومه ومشاكله انطلاقا من تشخيصه للواقع التونسي و شرحه للقيم الإسلامية السمحة و تذكيره بالوازع الديني حتى يكون مصدر هداية وقدوة لتجاوز حالة الانحراف.

 

مخاطبة وجدان الإنسان و تنمية جانب الخير فيه

 

وأوضح أن نفسية الانسان تتركب من جانبين أحدهما خير و آخر شر، و كلاهما يتدافع للسيطرة، ولذلك وجب على الإمام ابراز القيم و الخصال الحسنة و الرفع من فكرة الاستمتاع بالحياة الطيبة حتى لا يسيطر على الناس الجانب التدميري الذي يؤدي إلى ارتكاب الجرائم.

و حتى لا ينفر الناس منه ، أكد الدكتور على ضرورة أن يدرك الإمام الواقع و يفككه و يدرك أسباب الجريمة في تونس لكي يقدم خطابا متوازنا لا ينبني على الزجر و العقاب و إنما على النصح و الارشاد و الاقناع.

 

المقاربة الأمنية لا تكفي للحد من الجريمة

 

و من جهة أخرى، بيّن الدكتور الأبيض أن مستوى الجريمة في تونس صار مثيرا للانتباه خاصة خلال الآونة الأخيرة حيث قبض على عديد المجرمين وقدّموا للعدالة، و لكن المعالجة الأمنية رغم أهميتها تبقى غير كافية، وفق تعبيره.

وأكد في هذا الخصوص على ضرورة أن تذكر الدروس الدينية المقدمة في المساجد الناس بالقيم والأخلاق و تنمي وازعهم الداخلي لحب الخير و تفادي الشر.

و أضاف في ذات السياق أن إبراز هذه القيم و الجوانب الإيجابية للشخص يخلق نوعا من الضبط الاجتماعي لديه بما يجعله يخاف انتقادات المحيطين به إذا ارتكب إحدى الجرائم.

و دعا الأبيض إلى مزيد العمل على تنمية الوازع الديني و القيمي لدى الفرد و المجتمع للتراجع عن مثل هذه السلوكيات، و تعديل الخطب بما يتلاءم مع حاجيات التونسيين النفسية و الاجتماعية.

 

النقاش و التوصيات

 

دامت هذه المحاضرة الافتراضية قرابة الساعة و النصف، ألقى الدكتور أحمد الأبيض خلال النصف الساعة الأولى منها محاضرته، في حين خصص بقية الوقت إلى طرح أسئلة المتدخلين و النقاش.

و تحدّث المتدخلون على ضرورة إعادة الاعتبار إلى القيم الإسلامية في حياة التونسيين، و ضرورة الحد من الأفكار الغربية المسقطة على المجتمع و الهوية الإسلامية.

كما أكد عديد المتدخلين أن الإمام في تونس مغيب منذ عقود من الزمن، و لم تسعفه الثورة كي يستعيد اعتباره، كما زاد ضعف ميزانية وزارة الشؤون الدينية من تأزيم الوضع.

 

و قد انتهت هذه المحاضرة بالتوصيات التالية:

- للإمام و المسجد دور أساسي في الحد من الجريمة في تونس

- ضرورة إعادة الاعتبار إلى الإمام بعد عقود من التهميش.

- تحيين الخطب الدينية بما يتناسب مع الحياة اليومية وتنمية الوازع الديني

- ضرورة أن يطوّع الإمام خطبه بما يتلاءم مع مشاكل المجتمع النفسية و الاجتماعية والاقتصادية و غيرها.

- على الإمام التذكير بالقيم الإسلامية السمحة و دورها في الحد من الانحراف و الإعلاء من شأنها.

- الترفيع من ميزانية وزارة الشؤون الدينية حتى تقوم بدورها على أحسن وجه.

 

* تقرير